منتديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات جبال البابـــــــــــــــــــــــــــــــــور
منتديات جبال البابور ترحب بك زائرا و مشاركا و عضوا
منتديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات جبال البابـــــــــــــــــــــــــــــــــور
منتديات جبال البابور ترحب بك زائرا و مشاركا و عضوا
منتديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات جبال البابـــــــــــــــــــــــــــــــــور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات جبال البابـــــــــــــــــــــــــــــــــور


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عامتني الدنيا.....................موطنان إبْكِ فيهما ولا حرج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AMIN

AMIN


عدد المساهمات : 284
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
العمر : 31
الموقع : عين الخوخ

عامتني الدنيا.....................موطنان إبْكِ فيهما ولا حرج Empty
مُساهمةموضوع: عامتني الدنيا.....................موطنان إبْكِ فيهما ولا حرج   عامتني الدنيا.....................موطنان إبْكِ فيهما ولا حرج I_icon_minitimeالإثنين 31 يناير 2011 - 9:05

هكذا علمتني الحياة
القسم الأول
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قدر كل شيء فأحسن قدره، وابتلى الإنسان بما يسرّه
وما يسوؤه ليحسن في الحالتين شكره وصبره، وجعل لعبده مما يكره أم ً لا فيما
يحب، ومما يحب حذرًا مما يكره، فسبحانه واهب النعم، ومقدر النقم، له الحمد
في الأولى و الآخرة، لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه. وكل نعيم زائل
إلا جنته، وصلى الله على سيدنا محمد الذي أوذي في سبيل الله أبلغ إيذاء، فلم
يزده ذلك إلا إيمانًا ومضاءً، وعلى آله وصحبه الذين كانوا في السراء حامدين
شاكرين، وفي الضراء خاضعين صابرين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
وبعد فهذه خطرات بدأت تسجيلها وأنا في مستشفى المواساة بدمشق في
شهر ذي القعدة من عام ١٣٨١ للهجرة الموافق لشهر نيسان (إبريل) من عام
١٩٦٢ للميلاد، وكنت بدأت بتسجيلها لنفسي حين رأيتني في عزلة عن
الأهل والولد، والتدريس والتأليف، وتلك هي عادتي في السجون والأمراض
والأسفار، غير أني فقدت كل ما دونته من قبل، فلما بدأت بتسجيل خواطري
في هذه المرة، وكان يزورني بعض إخواني فيراني مكبا على الكتابة، أبدى
عجبه من أمري، فقد أجمع كل الأطباء الذين يشرفون على علاجي في بلادنا
وفي بلاد الغرب أن من الواجب أن أركن إلى الراحة التامة، فلا أقرأ ولا
أكتب، ولا أشغل بالي بمشكلات الحياة وهمومها، حتى يقدر لي الشفاء من
مرض كان سببه الأول _في رأيهم_ إرهاق الأعصاب بما لا تتحمله، وقد
صبرت أعصابي على إرهاقي لها بضع عشرة سنة حتى ناءت بجمل ما أحمّلها
من هموم وأحزان، فكان منها أن أعلنت احتجاجها بإيقافي عن النشاط والعمل
إيقافًا تامًا بضعة شهور، ثم استطعت من بعدها أن أعود إلى نشاطي الفكري
في التدريس والتأليف برغم إلحاح الأطباء عليّ بترك ذلك، ولكني لم أستطع
اتباع نصائحهم لظروف شتى لا قبل لي بدفعها، حتى إذا دخلت المستشفى
أخيرًا بعد إلحاح المرض عليّ واشتداد الآلام، كان المفروض أن أقف مضطرًا
عن الكتابة لولا أني وجدت نفسي مسوقًا إلى تسجيل خواطري التي لم يكن
لي يد في إيقاف تواردها. وأقرب ما يكون الإنسان إلى التفكير، أبعد ما يكون
عن الشواغل والمزعجات.
فلما رأى مني بعض أصدقائي ذلك، قرأت لهم بعض ما كتبت
كالمعتذر عن مخالفة نصائح الأطباء، فاستحسنوه، وكان أمر بعضهم أن أخذ
يتردد عليّ يوميًا ليسمع ما استجد من خواطري، ثم غادرت المستشفى فتابعت
تسجيل هذه الخواطر في فترات متقطعة كانت تدفعني إليها مناسبات
الأحداث. إلى أن تجمع لي منها قدر كافٍ رأيت من الخير الاستجابة إلى
رغبات بعض إخواني في نشرها رجاء النفع والفائدة إن شاء الله.
-٢-
لقد دونت هذه الخواطر كما وردت، غير مرتبة ولا مبوبة، فقد كنت
أرى المنظر فيوحي إ ّ لي بالخاطرة أو بأكثر فأدوﻧﻬا، ثم أرى منظرًا آخر فأدون ما
خطر لي تعليقًا عليه، وكنت أحيانًا أتذكر ما مضى من حياتي مع الناس
فأكتب ما استفدت من تجاربي معهم، وهكذا جاءت هذه الخواطر مختلطًا
بعضها ببعض، يوحي إ ً لي الأمر الذي أود التعليق عليه بخواطر مسلسلة فأكتبها
يردف بعضها بعضا كما يرى القارئ في بعض المواضع. وأيًا ما كان فأنا
أعرضها كما كتبتها دون أن أعيد النظر في ضم النظير إلى نظيره، والموضوع
إلى شبيهه، لغرضين اثنين:
أو ً لا- أن تكون صورة صادقة عن تفكيري خلال بضعة شهور
قضيتها منقطعًا عن الناس ما بين المستشفى والبيت.
ثانيًا- أن يكون في انتقال الخواطر من موضوع إلى موضوع، ما
يلذ للقارئ متابعتها، فقد تمل النفس من موضوع واحد يتتابع فيه الكلام على
نسق واحد، ولكنها تنشط حين تنتقل في الحديقة من زهرة إلى زهرة، ومن
ثمرة إلى أخرى.
-٣-
إن هذه الخواطر هي خلاصة تجاربي في الحياة، لم أنقل شيئًا منها من
كتاب، ولا استعنت فيها بآراء غيري من الناس، وأعتقد أن من حق الجيل
الذي أتى بعدنا أن يطلع على تجاربنا، وأن يستفيد من خبرتنا إذا وجد فيها ما
يفيد، وهذا خير ما نقدمه به من هدية، إننا لا نستطيع أن نملي عليه آراءنا
إملاءً، وليس ذلك من حقنا ، وإنما نستطيع أن نقدم له النصح والموعظة، وخير
النصح ما أعطته الحياة نفسها، وأبلغ الموعظة ما اتصل بتجارب الحياة ذاﺗﻬا،
والناس وإن اختلفت مشارﺑﻬم وعقولهم وطباعهم، فإﻧﻬم يلتقون على كثير من
حقائق الحياة، ويجتمعون على كثير من الرغبات والحاجات والأهداف.
وإني إنما أقدم هذه التجارب لمن عاش في مثل تفكيرنا وأهدافنا
ومطامحنا ومقاييسنا فهؤلاء الذين ينفعون ﺑﻬا، أما الذين يخالفوننا في العقيدة أو
الاتجاه فق ّ ل أن يستفيدوا منها، ولا أعتقد أﻧﻬم يستطيعون الصبر على كثير مما
جاء فيها من خواطر وأفكار، فمن أجل أولئك نشرت ما كتبت، أما هؤلاء
المخالفون لنا في الاتجاه والنظرة إلى حقائق الحياة ومشكلاﺗﻬا، فكل ما أرجو أن
يستمعوا إليه، وأن يقرؤوه على أنه يمثل وجهة نظر في مشاكل مجتمعنا الذي
نعيش فيه، ولا سبيل إلى إنصاف مخالفك في الرأي إلا أن تستمع إليه وترى ما
عنده، فقد تجد فيما تسمع –إن كنت طالبًا للحق– بعض الصواب الذي كنت
تظنه خطأ، وبعض الحق الذي كنت تراه باط ً لا، وقد مدح الله عباده المؤمنون
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه".
-٤-
هذا وقد كانت خواطري التي أقدم أكثرها اليوم في هذا الكتاب
ممزوجة بخواطر سياسية أوحت ﺑﻬا ظروفنا السياسية، فجردﺗﻬا من هذه الخواطر
الاجتماعية، رجاء أن يقرأ هذه من اختلف معنا في الاتجاه السياسي ومن
وافقنا، وأرجأت نشر تلك الخواطر السياسية إلى فرصة أخرى أرجو أن تكون
الظروف فيها ملائمة لنشرها أكثر من ظروفنا الحاضرة، وأن تكون النفوس
فيها مستعدة لقبول النقد والحكم لها أو عليها أكثر مما هي مستعدة اليوم.
وبخاصة أنا في مرضي لا أريد إثارة الخصومات السياسية في وقت أرى أن
ظروف بلادنا لا تسمح بإثارﺗﻬا، وأن حالتي المرضية لا تسمح لي بالدخول في
نقاش أو جدل حول ما كتبته فيها.
وليس معنى هذا أن ما في هذا الكتاب لا يثير عليّ بعض
الخصومات، ولكني أرى ما تثيره بعض خواطري في هذا الكتاب من
خصومات، شيئًا أتقرب به إلى الله عز وجل، فالخصومات السياسية كثيرًا ما
لا يثاب الإنسان عليها، أما الخصومات الفكرية –وبخاصة ما يتعلق منها بالدين
والإصلاح الاجتماعي– فهي لا بد واقعة، والثواب فيها متوفر إن شاء الله لمن
لم يبغ في نقده إلا وجه الحق، وتخليص الناس من الأباطيل والأوهام..
-٥-
وأنا في هذه الخواطر لم أحاول الغموض في صياغتها، ولا التحدث
عن المعاني الدقيقة التي تخطر في بال الفلاسفة، ويدعيها بعض المتفلسفين، لقد
كتبتها بأسلوب أفهمه العامة كما تفهمه الخاصة، وكنت فيها منساقًا مع
طبيعتي التي تحب البساطة في كل شيء، وتكره العقيدة في أي شيء.
إنني لست في هذه الخواطر فيلسوفًا ولا حكيمًا ولا مفكرًا بعيد
الغور في الوصول إلى الحقائق، ولكنني صاحب تجارب عملية في الحياة
استغرقت من عمري أكثر من ربع قرن، وقد أحببت نقلها إلى من ينتفعون بما
نكتب، ويتأثرون بخطانا فيما نفكر، وليس يهمني أن أبدو في نظرهم متفلسفًا،
أو أديبًا متأنفًا، وإنما يهمني أن أبدو لهم أخًا مرشدًا ناصحًا يقول ما يفهمون،
ولا يعنتهم في تدبر ما يقرؤون.
على أني أعترف أن كثيرًا من الخواطر المنثورة في هذا الكتاب
تحتمل معاني كثيرة وقد تحتاج إلى شرح يبين المقصود منها، وقد أبقيتها على
ما هي عليه من الشمول لتحتمل كل ما تحتمله من معاني، وتركت للأخ
القارئ أن يفهمها أو يفهم منها ما يشاء ما دام لفظها يحتمل فهمه ويدل
عليه.
-٦-
وقد جاء في بعض الخواطر كلمات "منظومة" ولا أقول قصائد شعرية،
فلست بالشاعر وليست عندي وهبة الشعر وسليقته، وإن كان لي ميل إليه،
وبقراءته هوى، ولكنها خواطر "منظومة" جاءتني عفوًا دون تعمّد، فتركت
نفسي على سجيتها، تعبر عما تريد بالأسلوب الذي تريد، فهذا هو عذري
فيما أثبته من "منظومات" لا تطرب الشعراء، ولا ﺗﻬز أسماعهم، وحسبي أني
طربت لها حين جاءت على لساني هكذا، فخشيت إن أهملت إثباﺗﻬا في هذه
الخواطر، أن يضيع على القارئ بعض ما فيها من خواطر وجدانية، وانفعالات
نفسية، فرأيت أن أشركه معي فيها على أن يعلم أﻧﻬا ليست –في نظري- شعرًا
أعتدّ به بل خواطر أرتاح إليها.
-٧-
وأحب أن أنبه أيضًا إلى أنني فيما أوردت من خواطر تتناول فئات
من الناس، لم أقصد أشخاصًا معينين، وإنما قصدت كل من اتصف بتلك
الصفات، فالخواطر المتعلقة ﺑﻬم خواطر نحو صفات معينة، لا أشخاص معينين،
وأعوذ بالله من أن يكون في قلبي حقد نحو أحد، أو عندي رغبة في التشهير
بإنسان مهما اختلفت معه في اتجاهه وسلوكه.
ولست أقول كما قال أبو الطيب المتنبي:
ومن عرف الأيام معرفتي ﺑﻬا وبالناس روَّى رمحه غير
راحم
فلا هو مرحوم إذا ظفروا به ولا في الردى الجاري عليهم
بآثم
ولكني أقول: إن من بلغ من العمر ما بلغت (سبعًا وأربعين سنة)
وأصابه من المرض ما أصابني (خمس سنين وبضعة شهور)وعرف الناس معرفتي
ﺑﻬم، يرى نفسه أكرم من أن يحمل حقدًا أو عداوة شخصية يجري وراءها
متقطع الأنفاس.
لقد هانت عليّ الدنيا بما فيها من اللذائذ، وما تحتويه من عوامل
الحسد والحقد والكراهية، ولم يبق في نفسي –شهد الله- إلا رغبة في الخير
وأفعله وأدل عليه، وإعراض عن الشر أهجره وأحذر منه، أما الأشخاص فنحن
كلنا زائلون، ولن يبقى إلا ما أبتغي به وجه الله، أو قصد منه نفع الناس،
وسيجزي الله كل إنسان على ما قدم من عمل، ونحن جميعًا –من ظالمين
ومظلومين، ومتخاصمين ومتحابين- أحوج ما نكون حينئذٍ إلى عفو الله
ورحمته ورضوانه.
إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
-٨-
وبعد فهذا ما أحببت أن أبنيه للقارئ مما يعتلج في نفسي من
خواطر نحو هذه الخواطر، وإني لأرجو الله تبارك وتعالى أن ينتفع ﺑﻬا فيما
أصبت فيه، وأن يغفر لي منها ما أخطأت فيه، وأن يجعل ثواب ذلك في عداد
حسناتي يوم العرض عليه "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم" "يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا والأمر يومئذٍ لله" والحمد لله رب
العالمين.
دمشق ١من جمادى الآخرة ١٣٨٢
٢٩ من تشرين الأول ١٩٦٢
مصطفى السباعي
من أمراض هذه الحضارة
١- من مفاسد هذه الحضارة أﻧﻬا تسمّي الاحتيال ذكاءً، والانحلال
حرية، والرذيلة فنًا، والاستغلال معونة.
شر من الحيوان
٢- حين يرحم الإنسان الحيوان وهو يقسو على الإنسان يكون منافقًا
في ادعاء الرحمة، وهو في الواقع شر من الحيوان.
مقياس السعادة الزوجية
٣- الحد الفاصل بين سعادة الزوج وشقائه هو أن تكون زوجته عونًا
على المصائب أو عونًا للمصائب عليه.
بلسم الجراح
٤- نعم بلسم الجراح الإيمان بالقضاء والقدر.
أخطر على الدين
٥- الذين يسيئون فهم الدين أخطر عليه من الذين ينحرفون عن
تعاليمه، أولئك يعصون الله وينّفرون الناس من الدين وهم يظنون أﻧﻬم يتقرّبون
إلى الله، وهؤلاء يتبعون شهواﺗﻬم وهم يعلمون أﻧﻬم يعصون الله ثم ما يلبثون أن
يتوبوا إليه ويستغفروه.
آكل الدنيا بالدين
٦- قاطع الطريق أقرب إلى الله وأحب إلى الناس من آكل الدنيا
بالدين.
المبدأ النبيل
٧- كل مبدأ نبيل إذا لم يحكمه دين سمح مسيطر، يجعل سلوك
صاحبه في الدنيا غير نبيل.
الرحمة خارج حدود الشريعة
٨- الرحمة خارج حدود الشريعة مرض الضعفاء أو حيلة المفلسين.
إذا كنت تحب…
٩- إذا كنت تحب السرور في الحياة فاعتن بصحتك، وإذا كنت
تحب السعادة في الحياة فاعتن بخلقك، وإذا كنت تحب الخلود في الحياة فاعتن
بعقلك، وإذا كنت تحب ذلك كله فاعتن بدينك.
هذا الإنسان!
١٠ - هذا الإنسان الذي يجمع غاية الضعف عند المرض والشهوة،
وغاية القوّة عند الحروب وابتكار وسائل البناء والتدمير، هو وحده دليل على
وجود الله.
المرض مدرسة!
١١ - المرض مدرسة تربوية لو أحسن المريض الاستفادة منها لكان
نعمة لا نقمة.
لا تحتقرن أحدًا
١٢ - لا تحتقرن أحدًا مهما هان.. فقد يضعه الزمان موضع من
يرتجى وصاله وتخشى فعاله.
أوهام مع العلم
١٣ - لم تعش الإنسانية في مختلف عصورها كما تعيش اليوم تحت
ركام ثقيل من الأوهام والخرافات برغم تقدم العلم وارتياد الفضاء.
جهل خير من علم!
١٤ - إذا لم يمنع العلم صاحبه من الانحدار كان جهل ابن البادية
علمًا خيرًا من علمه.
ما هو العلم؟
١٥ - ليس العلم أن تعرف اﻟﻤﺠهول.. ولكن.. أن تستفيد من
معرفته.
أكثر الناس خطرًا على…
١٦ - أكثر الناس خطرًا على الأخلاق هم علماء "الأخلاق"
وأكثر الناس خطرًا على الدين هم "رجال الدين".
حسن الخلق
١٧ - حسن الخلق يستر كثيرًا من السيئات، كما أن سوء الخلق
يغ ّ طي كثيرًا من الحسنات.
الرعد والماء
١٨ - الرعد الذي لا ماء معه لا ينبت العشب، وكذلك العمل
الذي لا إخلاص فيه لا يثمر الخير.
الغنى والفقر
١٩ - القناعة والطمع هما الغنى والفقر، فربَّ فقير هو أغنى منك،
وربَّ هني هو أفقر منك..
الجمال والفضيلة
٢٠ - الجمال الذي لا فضيلة معه كالزهر الذي لا رائحة فيه.
الاعتدال في الحب والكره
٢١ - لا تفرط في الحب والكره، فقد ينقلب الصديق عدوًا والعدو
صديقًا.
الأخيار والأشرار
٢٢ - إذا لم يحسن الأخيار طريق العمل سلَّط الله عليهم الأشرار.
انصح…
٢٣ - انصح نفسك بالشك في رغباﺗﻬا، وانصح عقلك بالحذر من
خطواته، وانصح جسمك بالشحِّ في شهواته، وانصح مالك بالحكمة في إنفاقه،
وانصح علمك بإدامة النظر في مصادره.
لا يغلبنك الشيطان
٢٤ - لا يغلبنَّك الشيطان على دينك بالتماس العذر لكل خطيئة،
وتصيَّد الفتوى لكل معصية،فالحلال بين، والحرام بيِّن، ومن اتقى الشبهات
فقد استبرأ لدينه وعرضه.
لا بد للخير من جزاء..
٢٥ - أنفقت صحتي على الناس فوجدت قلي ً لا منهم في مرضي،
فإن وجدت ثوابي عند ربي تمت نعمته عليَّ في الصحة والمرض.
من يفعل الخير لا يعدم جوازي لا يذهب العرف بين الله
والناس
الشهوة الآثمة والمباحة
٢٦ - الشهوة الآثمة حلاوة ساعة ثم مرارة العمر، والشهوة المباحة
مرارة ساعة ثم حلاوة الأبد..
الجبن والشجاعة
٢٧ - بين الجبن والشجاعة ثبات القلب ساعة.
لا يخدعنك الشيطان
٢٨ - لا يخدعنك الشيطان في ورعك، فقد يزهدك في التافه
الحقير، ثم يطعمك في العظيم الخطير، ولا يخدعنك في عبادتك فقد يحبب
النوافل، ثم يوسوس لك في ترك الفرائض.
المرض من غير ألم..
٢٩ - ما أجمل المرض من غير ألم!.. راحة للمراهقين والمتعبين..
لولا الألم
٣٠ - لولا الألم لكان المرض راحة تحبب الكسل. ولولا المرض
لافترست الصحة أجمل نوازع الرحمة في الإنسان، ولولا الصحة لما قام الإنسان
بواجب ولا بادر إلى مكرمة، ولولا الواجبات والمكرمات لما كان لوجود
الإنسان في هذه الحياة معنى.
الطاعة والتقوى
٣١ - ما ندم عبد على طاعة الله، ولا خسر من وقف عند
حدوده، ولا هان من أكرم نفسه بالتقوى..
برد ونار!
٣٢ - يكفيك من التقوى برد الاطمئنان، ويكفيك من المعصية نار
القلق والحرمان
شتان!
٣٣ - انتماؤك إلى الله ارتفاع إليه، واتباعك الشيطان ارتماء عليه،
وشتان بين من يرتفع إلى ملكوت السموات، وبين من يهوي إلى أسفل
الدركات.
شرار الناس
٣٤ - شرار الناس صنفان، عالم يبيع دينه لحاكم، وحاكم يبيع
آخرته بدنياه.
أعظم نجاح!
٣٥ - أعظم نجاح في الحياة أن تنجح في التوفيق بين رغباتك وبين
رغبات زوجتك.
طول الحياة وقصرها
٣٦ - الحياة طويلة بجلائل الأعمال، قصيرة بسفاسفها.
مطية الراحلين إلى الله!
٣٧ - العمل والأمل هما مطية الراحلين إلى الله.
مسكين!
٣٨ - لا يعرف الإنسان قصر الحياة إلا قرب انتهائها.
سنة الحياة
٣٩ - من سنة الحياة أن تعيش أحلام بعض الناس على أحلام
بعض، ولو تحققت أحلامهم جميعًا لما عاشوا.
مقارنة!
٤٠ - إنما يتم لك حسن الخلق بسوء أخلاق الآخرين..
حوار بين الحق والباطل
٤١ - تمشى الباطل يومًا مع الحق
فقال الباطل: أنا أعلا منك رأسًا.
قال الحق: أنا أثبت منك قدمًا.
قال الباطل: أنا أقوى منك.
قال الحق: أنا أبقى منك.
قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفين.
قال الحق: وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما
يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون..
قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.
قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين.
من عجيب شأن الحياة
٤٢ - من عجيب شأن الحياة أن يطلبها الناس بما تقتلهم به.
مثل الحياة
٤٣ - الحياة كالحسناء: إن طلبتها امتنعت منك، وإن رغبت عنها
سعت إليك.
يقظة وغفلة
٤٤ - ما عجبت لشيء عجبي من يقظة أهل الباطل واجتماعهم عليه،
وغفلة الحق وتشتت أهوائهم فيه!
الباطل والحق
٤٥ - الباطل ثعلب ماكر، والحق شاة وادعة، ولولا نصرة الله
للحق لما انتصر على الباطل أبدًأ.
الفضيلة
٤٦ - الفضيلة فرس جموح لا تنقاد إلا للمتكمنين منها.
الشجاعة
٤٧ - ليست الشجاعة أن تقول الحق وأنت آمن، بل الشجاعة أن
تقول الحق وأنت تستثقل رأسك!
السعادة
٤٨ - السعادة راحة النفس وطمأنينة الضمير، ولكل أناس
مقاييسهم في ذلك.
العقائد بين الحب والحقد
٤٩ - العقائد التي يبينها الحقد يهدمها الانتقام، والعقائد التي يبنيها
الحب يحميها الإحسان.
الترفيه
٥٠ - المؤمن يرفه عن جد الحياة بما ينعش روحه، وبذلك يعيش
حياته إنسانًا كام ً لا، وغير المؤمن يرفه عن جد الحياة بما يفسد إنسانيته، وبذلك
يعيش حياته نصف إنسان.
التوكل والتواكل
٥١ - قال التوكل: أنا ذاهب لأعمل، فقال النجاح: وأنا معك..
وقال التواكل: أنا قاعد لأرتاح، فقال البؤس: وأنا معك..
الصدق والكذب
٥٢ - الصدق مطية لا ﺗﻬلك صاحبها وإن عثرت به قلي ً لا،
والكذب مطية لا تنجي صاحبها وإن جرت به طوي ً لا.
سر النجاح
٥٣ - سر النجاح في الحياة أن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة
العاصفة.
لولا الإيمان
٥٤ - الحياة لولا الإيمان لغز لا يفهم معناه.
الثبات
٥٥ - كن في الحياة كما وضعتك الحياة مع الارتفاع دائمًا.
جمال الحياة
٥٦ - من عرف ربه رأى كل ما في الحياة جمي ً لا.
القوة والضعف
٥٧ - القوة هي ترك العدوان مع توفر أسبابه، والضعف هو الطيش
عند أقل المغريات.
المؤمن والمعصية
٥٨ - ليس المؤمن هو الذي لا يعصي الله، ولكن المؤمن هو الذي
إذا عصاه رجع إليه.
بين النبوة والعظمة
٥٩ - الفرق بين النبوة والعظمة هو أن مقاييس الكمال في النبوة
يقاس بمن في السماء ويا ما أكملهم! ومقاييس الكمال في النبوة تقاس بمن في
الأرض ويا ما أسوأهم!
نور وتراب
٦٠ - النبوة سماء تتكلم نورًا والعظمة تراب يصّعّد غرورًا، إلا
العظمة المستمدة من النبوة فإﻧﻬا نور من الأرض يتَّصل بنورٍ من السماء.
دواب الشيطان
٦١ - إن للشيطان دواب يمتطيها ليصل ﺑﻬا إلى ما يريد من فتنة
الناس وإغوائهم، منها: علماء السوء، ومنها جملة المتصوفة وزنادقتهم، ومنها
المرتزقون بالفكر والجمال، ومنها الآكلون باللحى والعمائم، وأضعف هذه
الدواب وأقصرها مدى مجرمو الفقر والجهالة والتشرد..
جنود الحق
٦٢ - إن للحق جنودًا يخدمونه، منهم الباطل.
أدوات الشفاء
٦٣ - إذا اجتمع لمريض الهموم والأعباء: ركون إلى الله، وتذ ّ كر
لسيرة رسول الله وجو مرح، ونغم جميل، وسمَّار ذوو أذواق وفكاهة، فقد قطع
الشوط الأكبر نحو الشفاء.
قيثارة الشيطان وحبالته ودنانيره
٦٤ - الفنّ قيثارة الشيطان، والمرأة حبالته، وعلماء السوء دراهمه
ودنانيره.
لذة..
٦٥ - لذة العابدين في المناجاة، ولذة العلماء في التفكير، ولذة
الأسخياء في الإحسان، ولذة المصلحين في الهداية، ولذة الأشقياء في المشاكسة،
ولذة اللئام في الأذى، ولذة الضالين في الإغواء والإفساد.
الله
٦٦ - العاقل يرى الله في كل شيء: في دقة التنظيم، وروعة
الجمال، وإبداع الخلق، وعقبة الظالمين.
القضاء والقدر
٦٧ - القضاء والقدر سر التوحيد، ومظهر العلم، وصمام الأمان
في نظام الكون.
وجودك دليل وجوده
٦٨ - دّلك بجهلك على علمه، وبضعفك على قدرته، وببخلك
على جوده، وبحاجتك على استغنائه، وبحدوثك على قدمه، وبوجودك على
وجوده، فكيف تطلب بعد ذلك دلي ً لا عليه؟
كيف؟ وأين؟
٦٩ - كيف يعصيه عبد شاهد قدرته؟ وأين يفر منه عبد يجده قبله
وبعده؟ ومتى ينساه عبد تتوالى نعمه عليه؟
ستر الله أوسع
٧٠ - لو أعطانا القدرة على أن نرى الناس بما تدل عليه أعمالهم
لرأى بعضنا بعضًا ذئابًا أو كلابًا أو حميرًا أو خنازير، ولكن ستر الله أوسع.
الاستقامة
٧١ - الاستقامة طريق أولها كرامة، وأوسطها سلامة، وآخرها
الجنة.
الدنيا
٧٢ - هذه الدنيا أولها بكاء، وأوسطها شقاء، وآخرها فناء، ثم إما
نعيم أبدًا وإما عذاب سرمدًا.
العاقلة والحمقاء
٧٣ - المرأة العاقلة ملك ذو جناحين تطير بزوجها على أحدهما،
والمرأة الحمقاء شيطان ذو قرنين تنطح زوجها بأحدهما.
العاقل والأحمق
٧٤ - العاقل يشعل النار ليستدفئ ﺑﻬا والأحمق يشعلها ليحترق ﺑﻬا.
أين يسكن الخير
٧٥ - سأل الخير ربه: أين أجد مكاني؟ فقال: في قلوب المنكسرين
إ ّ لي، المتعرفين عليّ!
التفاؤل
٧٦ - إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود رأيت الجمال شائعًا في
كل ذراته، حتى القبح تجد فيه جما ً لا..
القناعة
٧٧ - لا يكن همُّك أن تكون غنيًا، بل أن لا تكون فقيرًا، وبين
الفقر والغنى مترلة القانعين.
جناحان
٧٨ - طر إلى الله من جناحين من حب له، وثقة به.
القلب الممتلئ
٧٩ - الصندوق الممتلئ بالجواهر لا يتسع للحصى، والقلب الممتلئ
بالحكمة لا يتسع للصغائر.
الحظوظ
٨٠ - قد تخدم الحظوظ الأشقياء ولكنها لا تجعلهم سعداء، وقد
تواتي الظروف الظالمين ولكنها لا تجعلهم خالدين.
نعمة العقل
٨١ - الصغار واﻟﻤﺠانين لا يعرفون الأحزان، ومع ذلك فالكبار
العقلاء أسعد منهم.
الآلام
٨٢ - الآلام طريق الخلود لكبار العزائم، وطريق الخمول لصغارها.
العاقبة
٨٣ - إنما تحمد اللذة إذا أعقبت طيب النفس، فإن أعقبت خبثًا
كانت سمًا.
حقيقة اللذة والألم
٨٤ - اللذة والألم ينبعثان من تصور النفس لحقيقتهما، فكم من
لذة يراها غيرك ألمًا، وكم من ألم يراه غيرك لذة.
الألم امتحان
٨٥ - الألم امتحان لفضائل النفس وصقل لمواهبها.
الألم واللذة
٨٦ - لولا الألم لما استمتع الإنسان باللذة.
٨٧ - قلَّ أن تخلو لذة من ألم، أو ألم من لذة.
الإيمان
٨٨ - الإيمان يعطينا في الحياة ما نكسب به قلوب الناس دائمًا:
الأمانة والصدق، والحب، وحسن المعاملة.
المغرور
٨٩ - المغرور إنسان نفخ الشيطان في دماغه، وطمس من بصره،
وأضعف من ذوقه، فهو مخلوق مشوّه.
الكذاب والخائن
٩٠ - لا يكذب من يثق بنفسه، ولا يخون من يعتز بشرفه.
الحق والحب
٩١ - بالحق خلقت السموات والأرض وبالحب قامتا.
رائحة الجنة
٩٢ - من أحبه الأخيار من عباد الله استطاع أن يشمَّ رائحة الجنة.
إذا أردت أن تعرف
٩٣ - إذا أردت أن تعرف مترلتك عنده فانظر: أين أقامك؟ وبم
استعملك؟
معنى العبادة
٩٤ - العبادة رجاء العبد سيده أن يبقيه رقيقًا.
المؤمن والكافر
٩٥ - المؤمن حر ولو كبِّل بالقيود، والكافر عبد ولو خفقت له
البنود.
من علامة رضاه
٩٦ - من علامة رضاه عنك أن يطلبك قبل أن تطلبه، وأن يدلك
عليه قبل أن تبحث عنه.
الحاجة إليه
٩٧ - علم أنك لا تصفو مودتك له فأحوجك إليه لتقبل بكل
ذاتك عليه.
الطائر السجين
٩٨ - كم من طائر يظن انه يحلِّق في السماء وهو سجين قفصه،
أولئك المفتونون من علماء السوء.
الصحة والمرض
٩٩ - إذا أمرضك فأقبلت عليه فقد منحك الصحة، وإذا عافاك
فأعرضت عنه فقد أمرضك.
الأنس بالله
١٠٠ - إذا أوحشك من نفسك وآنسك به فقد أحبَّك.
علامة القبول
١٠١ - إذا قبلك نسب إليك مالم تفعل، وإذا سخطك نسب إلى
غيرك ما فعلت.
الإخلاص
١٠٢ - إذا كان لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه إننا إذًا
لهالكون.
موثق ومعتق
١٠٣ - عبد الذنب موثق وعبد الطاعة معتق.
عبد العبد وعبد السيد
١٠٤ - عبد العبد يستطيع فكاك نفسه بالمال، وعبد السيد لا
يستطيع فكاك نفسه إلا بالأعمال.
المعصية والطاعة
١٠٥ - المعصية سجن وشؤم وعار، والطاعة حرية ويمن وفخار.
لحظات!
١٠٦ - بين المعصية والطاعة صبر النفس عن هواها لحظات.
بين صبرين
١٠٧ - الصبر على الهوى أشق من الصبر في المعركة وأعظم أجرًأ،
فالشجاع يدخل المعركة يمضغ في شدقيه لذة الظفر، فإذا حمي الوطيس نشطت
نفسه وزغردت، والمؤمن وهو يصارع هواه يتجرَّع مرارة الحرمان فإذا صمَّم
على الصبر وّلت نفسه وأعولت، والشجاع يحارب أعداءه رياءً وسمعة وعصبية
واحتسابًا، ولكن المؤمن لا يحارب أهواءه إلا طاعة واحتسابًا.
مناجاة!
١٠٨ - يا رب إذا كان في أنبيائك أولو العزم وغير أولي العزم
وجميعهم أحباؤك، أفلا يكون في عبادك أولو الصبر وغير أولي الصبر وجميعهم
عتقاؤك؟
مناجاة!
١٠٩ - إلهي! وعزتك ما عصيناك اجتراءً على مقامك، ولا
استحلا ً لا لحرامك، ولكن غلبتنا أنفسنا وطمعنا في واسع غفرانك، فلئن طاردنا
شبح المعصية لنلوذنَّ بعظيم جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الإثم
لنفكنها بصادق وعدك في كتابك، ولئن أغرى الشيطان نفوسنا باللذة حين
عصيناك، فليغرين الإيمان قلوبنا للتائبين من فسيح جنانك، ولئن انتصر
الشيطان في إغوائه، ليصدقن الله في رجائه.
لم لا ينشرون فضائل الرسول؟
١١٠ - إذا أحب الناس إنسانًا كتموا عيوبه ونشروا حسناته،
فكيف لا ينشر الناس فضائل رسولهم وليست له عيوب؟
رسول الله والأنبياء
١١١ - لئن شق موسى بحرًا من الماء فانحسر عن رمل وحصى،
فقد شقَّ محمد صلى الله عليه وسلم بحورًا من النفوس فانحسرت عن عظماء
خالدين، ولئن ردَّ الله ليوشع شمسًا لا تغيب مدى الحياة، ولئن أحيا عيسى
الموتى ثم ماتوا فقد أحيا محمد أممًا ثم لم تمت..
إذا امتلأ القلب
١١٢ - إذا امتلأ القلب بالمحبة أشرق الوجه، وإذا امتلأ بالهيبة
خشعت الجوارح، وإذا امتلأ بالحكمة استقام التفكير، وإذا امتلأ بالهوى ثار
البطن والفرج.
لا يحاسب
١١٣ - المريض المتألم كالنائم: يهذو ويرفث ولكنه لا يحاسب.
لا تعظ!
١١٤ - لا تعظ مغلوبًا على هواه حتى يعود إليه بعض عقله..
كل محبة تورث شيئًا
١١٥ - محبة الله تورث السلامة، ومحبة الناس تورث الندامة، ومحبة
الزوجة تورث الجنون.
إذا همت نفسك
١١٦ - إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله، فإذا لم ترجع
فذكرها بأخلاق الرجال، فإذا لم ترجع فذكرها بالفضيحة إذا علم ﺑﻬا الناس،
فإذا لم ترجع فاعلم أنك تلك الساعة قد انقلبت إلى حيوان..
أخف العيوب
١١٧ - لكل إنسان عيب، وأخف العيوب ما لا تكون له آثار
تبقى.
احذر وأسرع
١١٨ - إذا أمدك الله بالنعم وأنت على معاصيه فاعلم بأنك
مستدرج، وإذا سترك فلم يفضحك، فاعلم أنه أراد منك الإسراع في العودة
إليه.
أنواع الحب
١١٩ - الحب وله القلب، فإن تعلق بحقير كان وله الاطفال، وإن
تعلق بإثم كان وله الحمقى، وإن تعلق بفان كان وله المرضى، وإن تعلق بباق
عظيم كان وله الأنبياء والصديقين.
بين الخوف والرجاء
١٢٠ - يخوِّفنا بعقابه فأين رحمته؟ ويرجينا برحمته فأين عذابه؟ هما
أمران ثابتان: رحمته وعذابه، فللمؤمن بينهما مقامان متلازمان: خوفه
ورجاؤه.
المسيء بعد الإحسان
١٢١ - من احسن إليك ثم أساء فقد أنساك إحسانه.
لو كنت!
١٢٢ - لو كنت متوك ً لا عليه حق التوكل لما قلقت للمستقبل،
ولو كنت واثقًا من رحمته تمام الثقة لما يئست من الفرج، ولو كنت موقنًا
بحكمته كل اليقين لما عتبت عليه في قضائه وقدره، ولو كنت مطمئنًا إلى
عدالته بالغ الاطمئنان لما شككت في ﻧﻬاية الظالمين.
في الدروب والمتاهات
١٢٣ - في درب الحياة ضيَّعت نفسي ثم وجدﺗﻬا في فناء الله، وفي
متاهات الطريق فقدت غايتي ثم ألفيتها في كتاب الله، وفي زحام الموكب
ضللت رحلي ثم وجدته عند رسول الله.
لولا.. ولولا..
١٢٥ - لولا رحمتك بي يا إلهي لكنت فريسة الأطماع، و لولا
هدايتك لي لكنت سجين الأوهام، و لولا إحسانك إلي لكنت شريد
الحاجات، و لولا حمايتك لي لكنت طريد اللئام و لولا توبتك علي لكنت
صريع الآثام.
الدين و التربية
١٢٦ - الدين لا يمحو الغرائز و لكن يروضها، و التربية لا تغير
الطباع و لكن ﺗﻬذﺑﻬا.
الشهامة.. و الشجاعة..
١٢٦ -الشهامة أن تغار على حرمات الله و النجدة أن تبادر إلى
نداء الله، و الشجاعة أن تسرع إلى نصرة الله، و المرؤة أن تحفظ من حولك
من عيال الله، و السخاء أن لا ترد لله أمرا و لا ﻧﻬيا.
خلق الكرام
١٢٧ - الكرام يتعاملون بالثقة، و يتواصلون بحسن الظن و يتوادون
بالإغضاء عن الهفوات.
ما هو الفقه؟
١٢٨ -الفقه أن تفقه عن الله شرعه، و عن رسول الله خلقه، و عن
صحابته سيرﺗﻬم و سلوكهم.
متى تنكشف الحقائق
١٢٩ - و في المآزق ينكشف لؤم الطباع، و في الفتن تنكشف
أصالة الآراء، و في الحكم ينكشف زيف الأخلاق، و في المال تنكشف دعوى
الورع، و في الجاه ينكشف كرم الأصل، و في الشدة ينكشف صدق الأخوة.
لا تغرنك!..
١٣٠ - لا تغرنك دمعة الزاهد فربما كانت لفرار الدنيا من يده، و
لا تغرنك بسمة الظالم، فربما كانت لإحكام الطوق في عنقك، و لا تغرنك
مسالمة الغادر، فربما كانت للوثوب عليك و أنت نسائم، و لا يغرنك بكاء
الزوجة، فربما كان لإخفاقها في السيطرة عليك!
احذر ضحك الشيطان منك
١٣١ - احذر ضحك الشيطان منك في ست ساعات: ساعة
الغضب، و المفاخرة، و اﻟﻤﺠادلة، و هجمة الزهد المفاجئة، و الحماس و أنت
تخطب في الجماهير، و البكاء و أنت تعظ الناس.
احذر اللئيم
١٣٢ - احذر لئيم الأصل، فقد يدركه لؤم أصله و أنت في أشد
الحاجة إلى صداقته، و احذر لئيم الطبع، فقد يدركه لؤم طبعه وأنت في أشد
الحاجة إلى معونته.
احذر!
١٣٣ - إحذر الحقود إذا تسلط، و الجاهل إذا قضى، و اللئيم إذا
حكم، و الجائع إذا يئس، و الواعظ المتزهد (أي الذي يتظاهر بالزهد) إذا كثر
مستمعوه.
من عيشة المؤمن
١٣٤ - ثلاث هن من عيشة المؤمن: عبادة الله، و نصح الناس، و
بذل المعروف.
من طبيعة المؤمن
١٣٥ - ثلاث هن من طبيعة المؤمن: صدق الحديث، و أداء
الأمانة، وسخاء النفس.
من خلق المؤمن
١٣٦ - ثلاث هن من خلق المؤمن: الإغضاء عن الزلة، و العفو
عند المقدرة، و نجدة الصديق مع ضيق ذات اليد.
حسن الخلق
١٣٧ - من أوتي حسن الخلق لا عليه ما فاته من الدنيا.
المنافق
١٣٨ - المنافق شخص هانت عليه نفسه بقدر ما عظمت عنده
منفعته.
١٣٩ - المنافق ممثل مسرحي، له كذب الممثل و ليس له تقدير
المحترفين.
اعتذار!
١٤٠ - قيل لخطيب منافق: لماذا تتقلب مع كل حاكم؟ فقال:
هكذا خلق الله القلب متقلبا، فثباته على حالة واحدة مخالفة لإرادة الله!..
عقوبة اﻟﻤﺠتمع
١٤١ - إن الله يعاقب على المعصية في الدنيا قبل الآخرة، و من
عقوبته للمجتمع الذي تفشو فيه المظالم أن يسلط عليه الأشرار و الظالمين:" و
إذا أردنا أن ﻧﻬلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها
تدميرا".
ميزان الله
١٤٢ -الفقير ميزان الله في الأرض، يوزن به صلاح اﻟﻤﺠتمع و
فساده.
و الله أعدل الحاكمين
١٤٣ - أمر الله أن يعطى الفقير حقه و الغني حقه، فدافع دجاجلة
الدين عن حق الغني و لم يدافعوا عن الفقير، و أكل طواغيت الدنيا حق الغني
دفاعا عن حق الفقير، و الله أعدل الحاكمين.
حكم الشيطان
١٤٤ - لم يرضهم حكم الله في أمولهم فسلط عليهم من يحكم فيها
بحكم الشيطان.
أين أنت
١٤٥ - يتساءلون عنك: أين أنت؟ فيا عجبا للعمي البله! متى
كنت خفيا حتى نسأل عنك؟ ألست في عيوننا و أسماعنا؟ ألست في مائنا و
هوائنا؟ ألست في بسمة الصغير و تغريد البلبل؟ ألست في حفيف الشجر و
ضياء القمر؟ ألست في الأرض و السماء؟ ألست في كل شيء كل شيء؟
أليست هذه الآيات الدالة عليك؟ أليست هذه بدائع صنعتك يا أحسن
الخالقين؟ أليست آيات تدبيرك الحكيم بارزة في صغير هذا الكون و كبيره؟
فكيف يسأل عنك هؤلاء إلا أن يكونوا عميا في البصائر و الأبصار؟
" إن في السماوات و الأرض لآيات للمؤمنين، و في خلقكم و ما يبث
من دابة آيات لقوم يوقنون، و اختلاف الليل و النهار و ما انزل الله من
السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موﺗﻬا و تصريف الرياح آيات لقوم
يعقلون".
أين حكمتك؟
١٤٦ - يتساءلون عن حكمتك في المرض والجوع، والزلازل
والكوارث، وموت الأحبَّاء وحياة الأعداء، وضعف المصلحين وتسلُّط
الظالمين، وانتشار الفساد وكثرة اﻟﻤﺠرمين، يتساءلون عن حكمتك فيها وأنت
الرؤوف الرحيم بعبادك؟ فيا عجبا لقصر النظر ومتاهة الرأي! إﻧﻬم إذا وثقوا
بحكمة إنسان سلَّموا إليه أمورهم، واستحسنوا أفعاله وهم لا يعرفون حكمتها،
وأنت.. أنت يا مبدع السموات والأرض، يا خالق الليل والنهار، يا مسير
الشمس والقمر، يا مترل المطر ومرسل الرياح، يا خالق الإنسان على أحسن
صورة وأدق نظام.. أنت الحكيم العليم.. الرحمن الرحيم.. اللطيف الخبير..
يفقدون حكمتك فيما ساءهم وضرهم، وقد آمنوا بحكمتك فيما نفعهم
وسرَّهم، أفلا قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر؟ وما جهلوا على ما علموا؟
أم إن الإنسان كان ظلومًا جهو ً لا؟!
انتصار المؤمنين
١٤٧ - في بحار من الظلمات بعضها فوق بعض، وفي حشود من
الشر يأتي بعضها إثر بعض، وفي إرسال من الشك يردف بعضها بعضًا، في
زمجرة الأعاصير، في تفجُّر البراكين، في أمواج البحر المتلاطمة.. يلجأ المؤمنون
إلى إيماﻧﻬم فيملأ قلوﺑﻬم بردًا وأمنًا، ويفيئون إلى رﺑﻬم فيسبغ عليهم سلامًا منه
ورضوانًا، ويرجعون إلى كتاب هدايتهم فيملأ عقولهم حكمة وعلمًا، ويلتّفون
حول رسولهم فيزيدهم بصيرة وثباتًا.. حينذاك.. يناجي المؤمنون رﺑﻬم وقد
خشعت له جباههم، وخشعت له قلوﺑﻬم: "ربنا إنك من تدخل النار فقد
أخزيته وما الظالمين من أنصار. ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا
بربكم فآمنا، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفِّر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، ربنا
وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم لقيامة إنك لا تخلف الميعاد".
هنالك يستجيب لهم الحق بوعدٍ صدق: "إني لا أضيع عمل عامل
منكم من ذكر أو أنثى، بعضكم من بعض، فالذين هاجروا وأخرجوا من
ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاﺗﻬم ولأدخلنهم
جنات تجري من تحتها الأﻧﻬار. ثوابًا من عند الله والله عنده حسن الثواب"
ويبصّرهم الحق مصير الحشود والإرسال واستعلاء الكفر والضلال: "لا يغرَّنَّك
تقلُّب الذين كفروا في البلاد. متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد"
ثم تدفعهم يد الله إلى طريق المعركة مبيِّنة لهم وسائل النصر: "يا أيها
الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
ويسير المؤمنون وهم يرفعون عقيرﺗﻬم بالدعاء: "ربنا لا تزغ قلوبنا
بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".
ويخوضون معركة الحق وهم يرددون: "ربنا اغفر لنا ذنوبنا
وإسرافنا في أمرنا، وثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين".
ويسجل كتاب الخلود نتيجته للمعركة بثلاث كلمات: "فهزموهم
بإذن الله"..
عصفور الخير
١٤٨ - لم يكن أهل الخير في عصرٍ من عصور التاريخ أكثر عددًا
من أهل الشر أو يساووﻧﻬم، ولكن عصور الخير هي التي تمكن فيها أهل الخير
من توجيه دفتها.
الضاحك الباكي
١٤٩ - السعيد المحبوب هو الذي يضحك وقلبه باك، ويغنِّي
ونفسه حزينة..
لكي يحبك الناس!
١٥٠ - لكي يحبَّك الناس إفسح لهم طريقهم، ولكي ينصفك الناس
افتح لهم قلبك، ولكي تنصف الناس افتح لهم عقلك، ولكي تسلم من الناس
تنازل لهم عن بعض حقك.
عذاب..
١٥١ - عذاب العاقل بحسبه مع من لا يفهم، وعذاب اﻟﻤﺠرِّب
برئاسته على من لم يجرب، وعذاب العالم بوضع علمه بين أيدي الجهال،
وعذاب الرجل بتحكيمه بين النساء، وعذاب المرأة بمنعها من الكلام..
العواطف والعقول والأهواء
١٥٢ - العواطف تنشئ الدولة، والعقول ترسي دعائمها، والأهواء
تجعلها ركامًا.
بين الذئب والشاة
١٥٣ - قال الذئب للشاة: ثقي بي فسأقودك إلى مرتع خصب.
فقالت الشاة: إني أرى بعيني عظام زميلاتي..
قال الذئب: لم آكلها أنا وإنما أكلها ذئب غيري..
قالت الشاة: وهل انسلخت من طبيعتك حتى لا تفعل ما فعلوا؟
دولة المؤمن!
١٥٤ - عقل الفيلسوف يبني دولة في الهواء، وعقل القصصي يبني
دولة فوق الماء، وعقل الطاغية يبني دولة فوق مستودع بارود، وعقل المؤمن
يبني دولة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
خلود..
١٥٥ - خلود العالم بعلومه، وخلود الفيلسوف بتأملاته، وخلود
القائد بفتوحاته، وخلود النبي برسالته، وخلود المصلح بصحابته.
يريد أن يحسن فيسيء
١٥٦ - بعض أصدقائك يريد أن يحسن إليك فيسيء، فإن كانت
اجتهادًا فاعف عنه، وإن كانت غفلة فلا تعتمد عليه.
جواز السفر
١٥٧ - خلق الله المال ليكون جواز سفر إلى الجنَّة، فجعلته أطماع
الإنسان جواز سفرٍ إلى جهنَّم..
كيف يؤتى الحق
١٥٨ - لا يؤتى الحقّ إلا من الدخلاء في حشوده، والأغرار في
قيادته، والنائمين في حراسته، والمفسدين في أسلحته.
إذا أراد الله
١٥٩ - إذا أراد الله أن يسلب من عبدٍ نعمة أغفله عن صيانتها،
وإذا أراد أن يمنحه نعمة هيأه لحسن استقبالها، وإذا أراد أن يمتحنه في نعمة
أيقظ عقله وهواه، فإن غلب هواه عقله لم يكن ﺑﻬا جديرًا.
من تعلق..
١٦٠ - من تعلَّق قلبه بالدنيا لم يجد لذة الأنس بكلام الله، ومن
تعلق قلبه بالجاه لم يجد لذة التواصل بين يدي الله، ومن تعلق قلبه بالمال لم يجد
لذة الإقراض لله، ومن تعلق قلبه بالشهوات لم يجد لذة الفهم عن الله، ومن
تعّلق قلبه بالزوجة والولد لم يجد لذة الجهاد في سبيل الله، ومن كثرت منه
الآمال لم يجد في نفسه شوقًا إلى الجنة.
بين.. وبين
١٦١ - بين الشقاء والسعادة، تذكر عواقب الأمور.
١٦٢ - بين الجنة والنار، تذكر الحياة والموت.
١٦٣ - بين السبق والتأخر، تذكر الهدف والغاية.
١٦٤ - بين الصلاح والفساد، يقظة الضمير.
١٦٥ - بين الخطأ والصواب، يقظة العقل.
إذا صحت منك العزيمة
١٦٦ - إذا صحَّت منك العزيمة للوصول إليه، مدّ يده إليك، وإذا
صحت منك العزيمة للوقوف بين يديه، فرش لك البساط، ودلَّك بنوره عليه.
إذا صدقت الله…
١٦٧ - إذا صدقت الله في الزهد في الدنيا كرَّهك ﺑﻬا، وإذا صدقته
الرغبة في الآخرة حبَّب إليك أعمالها، وإذا صدقته العزم على دخول الجنة
أعطاك مفاتيحها، وإذا صدقته حب رسوله حبب إليك اقتفاء أثره، وإذا
صدقته الشوق إلى لقائه كشف لك الحجب إلا حجاب النور.
دعوى الحب
١٦٨ - الحب من غير اتِّباع دعوى، ومن غير إخلاص بلوى، ومن
غير نجوى حسرة وعبرة.
مناجاة!
١٦٩ - إلهي! دعوتنا إلى الإيمان فآمنا، ودعوتنا إلى العمل فعملنا،
ووعدتنا النصر فصدَّقنا، فإن لم تنصرنا لم يكن ذلك إلا من ضعف في إيماننا،
أو تقصير في أعمالنا، ولأن نكون قصرنا في العمل، أقرب إلأى أ، نكون
ضعفنا في الإيمان، فوعزّتك ما زادتنا النكبات إلا إيمانًا بك، ولا الأيام إلا
معرفة لك، فأما العمل فأنت أكرم من أن تردَّه لنقص وأنت الجواد أو لشبهة
وأنت الحليم، أو لخلل وأنت الغفور الرحيم.
المرائي
١٧٠ - ليس أشقى من المرائي في عبادته، لا هو انصرف إلى الدنيا
فأصاب من زينتها، ولا هو ينجو في الآخرة فيكون مع أهل جنَّتها.
أصناف الإخوان
١٧١ - الإخوان ثلاثة: أخ تتزين به، وأخ تستفيد منه، وأخ تستند إليه،
فإذا ظفرت بمثل هذا فلا تفرِّط فيه فقد لا تجد غيره.
صراخ المرضى
١٧٢ - أسمع بجانبي صراخ مرضى يقولون: يا الله! علموا أن لهم ربًا
يرحمهم فاستغاثوا برحمته، إني لأرحمهم لآلامهم وأنا عبد مثلهم، فكيف لا
يرحمهم الله وهو رﺑﻬم وخالقهم؟..
زرع لا يحصد
١٧٣ - الجيل الذي زرعته يد الله لا تحصده يد إنسان...
أنواع الظلم
١٧٤ - الظلم ثلاث: ظلم الإنسان لنفسه بأن لا ينصحها، وظلم
الإنسان لأمته بأن لا يخدمها، وظلم الإنسان للحقيقة الكبرى بأن لا يعترف
بربه "إن الشرك لظلم عظيم"
أنت تعلم.. وأنا أعلم
١٧٥ - إلهي! أنت تعلم: أني لم أتقرب إليك بصالح الأعمال.
وأنا أعلم: أنك تغفر الذنوب جميعًا إلا الإشراك بك.
أنت تعلم: أني لم أبتعد عما ﻧﻬيت من سيِّء الأعمال.
وأنا أعلم: أنك ما كلفتنا من التقوى إلا بما نستطيع.
أنت تعلم: أني لم أعبدك كما ينبغي لجلال وجهك أن
يعبد.
وأنا أعلم: أنك تخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة
من الإيمان.
أنت تعلم: أن نفسي لم تصف من كدورﺗﻬا برغم تعرّضي
لنفحاتك.
وأنا أعلم: أنك خلقتني من الطين، وأنبتَّني من التراب
وأسكنتني في الأرض، وامتحنتني بالشيطان.
أنت تعلم: أني أسبح في بحر متلاطم الأمواج لأصل إلى
شاطئ أمنك وسلامتك.
وأنا أعلم: أنك شددتني في الحياة بما يبطئ بي في الوصول
من زوجة وولد، وحاجة ومرض، وهموم وأحزان.
أنت تعلم: أني مشوق إلى الغوص في بحار أسرارك،
والتعرّض لفيوض أنوارك.
وأنا أعلم: أنك خلقت فيَّ مع نور العقل ظلمة الشهوة،
ومع خضوع الملائكة تمرُّد إبليس، ومع سموِّ السماء هبوط الأرض، ومع صفاء
الخير كدورة الشر، ومع نار الحب دخان الهوى.
أنت تعلم: أني أريد الوصول إليك صادفًا منكسرًا.
وأنا أعلم: أنك تجتبي من تشاء، وتصطفي من تختار،
بفضل منك لا بأعمالهم، وبكرم منك لا باستحقاقهم.
إلهي! هذا بعض ما تعلمه مني، وبعض ما أعلمه عنك،
فاجعل ما علمته شفيعًا لما علمته، وأوصلني إلى ما تعلمه مما أحاول، على ما
أعلمه عندي من ضعف الوسائل، ولا تجعل علمك بي مبعدًا لي عنك، ولا
علمي بك فاتنًا لي عن الوصول إليك، اللهم إنك تعلم ونحن لا نعلم وأنت
الحكيم الوهاب.
تجارة لا تبور
١٧٦ - من تعرّض لنفحات الله في الأسحار، وأعطياته لأحبابه من
الأبرار، وتعجبه من الطاعة، وسروره عند التوبة، كان هو التاجر بما لا يبور،
والمتعامل مع من لا يخيس، والمدَّخر لما لا يفنى.
ما ك ّ ل..
١٧٧ - ليس كل من أمسك القلم كاتبًا، ولا كل من سوَّد الصحف
مؤلفًا، ولا كل من أﺑﻬم في تعبيره فيلسوفًا، ولا كل من سرد المسائل عالمًا، ولا
كل من تمتم بشفتيه ذاكرًا، ولا كل من تقشَّف في معيشته زاهدًا، ولا كل من
امتطى الخيل فارسًا، ولا كل من لاث العمامة شيخًا، ولا كل من طرَّ شاربه
فتى، ولا كل من طأطأ رأسه متواضعًا، ولا كل من افترَّ ثغره مسرورًا.
تخير من تقرأ له
١٧٨ - كل مؤلف تقرأ له، يترك في تفكيرك مسارب وأخاديد،
فلا تقرأ إلا لمن تعرفه بعمق التفكير، وصدق التعبير، وحرارة القلم، واستقامة
الضمير.
تجليات الله
١٧٩ - تجلَّى للعارفين بفيوض الأنوار، وتجلَّى للواصلين بلطائف
الأسرار، وتجلَّى للعابدين بلذة الإسرار، وتجلَّى للمريدين بحلاوة المزار، وتجلَّى
للتائبين بإسدال الأستار، وتجلى للناظرين بحسن الاختيار، وتجلى للغافلين
بتعاقب الليل والنهار.
لا تحقد!
١٨٠ - لا تحقد على أحد، فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من
خصومك، ويبعد عنك أصدقاؤك كما يؤلب عليك أعداءك، ويكشف من
مساويك ما كان مستورًا، وينقلب من زمرة العقلاء إلى حثالة السفهاء،
ويجعلك تعيش بقلب أسود، ووجه أصفر، وكبدٍ حرَّى.
الأصحاء والمرضى
١٨١ - رأيت الناس بين مريض في جسمه سليم في قلبه، وبين
صحيح في جسمه مريض في قلبه، وقل إن رأيت صحيح الجسم والقلب معًا.
للخير طريقان
١٨٢ - للخير طريقان: بذل المعروف أو نيَّته، ومن لم يكن له
نصيب في هذا ولا ذاك فهو أرض بوار..
مناجاة!
١٨٣ - يا حبيبي! أنا لم أرق لهجرك الدمع، ولا جافيت لعتبك
المضجع، ولا تركت من أجلك لذيذ الطعام والشراب، ولكن أمضَّني الهم فيك
حتى أمرضني، وأرهقني السعي إليك حتى أقعَدني، فهل شافعي القيام ﺑﻬذا عن
التقصير في ذاك؟ وهل أنت مسعفي بلذيذ وصالك، بعد طول صدودك؟ أم
أنك لا ترضى من محبيك، إلا أن يتحققوا بكل خصائص العبودية، وأن ينسوا
أنفسهم حتى لا يروا غير آلائك، ولا تبهر أبصارهم سوى أنوارك؟ وأنَّى لي
هذا إلا بعونك ورحمتك؟
لك من حياتك خمس!
١٨٤ - لك من حياتك: طاعة الله، وطلب المعرفة، وبذل الخير،
وبر الأقرباء والأصدقاء، ودفع الأذى عن جسمك، وما عدا ذلك فهو عليك.
أخطاء الأصدقاء
١٨٥ - لا ﺗﻬجر أخاك لأخطائه مهما تعددت، فقد تأتيك ساعة لا
تجد فيها غيره.
استعن بمالك
١٨٦ - من استعان بماله على حفظ كرامته فهو عاقل، ومن
استعان به على تكثير أصدقائه فهو حكيم، ومن استعان به على طاعة اله فهو
محسن "إن رحمة الله قريب من المحسنين".
لماذا نكره الحق؟
١٨٧ - نحن الأطفال: نكره الحق لأننا نتذوق مرارة دوائه ولا
نفكر في حلاوة شفائه، ونحب الباطل لأننا نستلذ طعمه، ولا نبالي سمه.
الهوى!
١٨٨ - لولا الهوى لصلح من في الأرض جميعًا، ولو صلحوا جميعًا
لما استحقوا الموت، ولو عاشوا جميعًا لما وسعتهم الأرض!..
قيادة الأغرار
١٨٩ - إياك وقيادة الأغرار في معركة حاسمة، فإﻧﻬم إما أن ينشغلوا
بك عن أنفسهم، وإما أن ينشغلوا بأنفسهم عنك، وفي كلا الحالين توقع
هزيمة..
الفهم عن الله
١٩٠ - إذا فهمت عنه في الضراء كما تفهم عنه في السراء فقد
صدقت في حبه.
ظلم الإنسان
١٩١ - من ظلم الإنسان وجهله أن يتلقى عن ربه ما ً لا يعطيه إلا
هو، ثم يسأل: أين الله؟
لا تضن بالقليل
١٩٢ - إحذر أن تضنَّ بالقليل على عباد الله، فيأخذ الله منك
القليل والكثير.
لا تظلم الضعيف
١٩٣ - إحذر أن تظلم الضعفاء، فيظلمك من هو أقوى منك.
جحود الظالم
١٩٤ - لو أيقن الظالم أن للمظلوم ربًا يدافع عنه لما ظلمه، فلا
يظلم الظالم إلا وهو منكر لربه.
العقوبة على السيئة
١٩٥ - الجزاء على الحسنة قد يؤجل ليوم الآخرة، ولكن العقوبة
على السيئة تكون في الدنيا قبل الآخرة.
حنين!
١٩٦ - قد يقلع العاقل عن خلق ذميم، ولكن نفسه يعاودها الحنين
إليه فترة بعد أخرى.
مناجاة!
١٩٧ - يا رب! خلقتنا فنسيناك، ورزقتنا فكفرناك، وابتليتنا
لنذكرك فشكوناك، ونسأت لنا في الأجل فلم نبادر إلى العمل، ويسرت لنا
سبيل الخير فلم نستكثر منه، وشوقتنا إلى الجنة فلم نطرق أبوﺑﻬا، وخوفتنا من
النار فتقحَّمنا دروﺑﻬا، فإن تعذِّبنا بنارك فهذا ما نستحقُّه وما نحن بمظلومين،
وإن تدخلنا جنتك فذاك ما أنت أه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عامتني الدنيا.....................موطنان إبْكِ فيهما ولا حرج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الابتسامة اجمل ما في الدنيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات جبال البابـــــــــــــــــــــــــــــــــور  :: القســــم الأدبــــــــــي :: القســــم الأدبــــــــــي :: المكــــــتبة الأدبــــــــية-
انتقل الى: