AMIN
عدد المساهمات : 284 تاريخ التسجيل : 03/01/2011 العمر : 32 الموقع : عين الخوخ
| موضوع: الترعة الاجتماعية عند الإنسان لابن خلدون الثلاثاء 1 فبراير 2011 - 10:45 | |
| إنّ الاجتماع الإنسانيّ ضروريّ ، ويعبّر الحكماء عن هذا بقولهم : " الإنسان مدنيّ بال ّ طبع ". » وبيانه أنّ الله سبحانه خلق الإنسان ور ّ كبه على صورة لا تصحّ حياتها وبقاؤها إ ّ لا بالغذاء ، وهداه إلى التماسه بفطرته ، وبما ر ّ كب فيه من القدرة على تحصيله ، إ ّ لا أنّ قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء ، ولو فرضنا منه أقلّ ما يمكن فرضه – وهو قوت يوم من الحنطة مث ً لا – فلا يحصل إ ّ لا كثير من ال ّ طحن والعجن وال ّ طبخ ، وكلّ واحد من هذه الأعمال الّثلاثة يحتاج إلى مواعين وآلات ، لا تتمّ إ ّ لا بصناعات متعدّدة فلا بدّ من اجتماع القدر الكثير من أبناء جنسه ليحصل القوت له ولهم ، فيحصل بالتعاون قدر الكفاية من الحاجة لأكثر منهم بأضعاف وكذلك يحتاج كلّ واحد منهم أيضًا في الدّفاع عن نفسه إلى الاستعانة بأبناء جنسه . ولمّا كان العدوان طبيعيًّا في الحيوان جعل الله لكلّ واحد منهم عضوًا يختصّ بمدافعته ما يصل إليه من عادية غيره ، وجعل للإنسان – عضوًا من ذلك كلِّه – الفكر واليد ، فاليد مهيّأة للصّناعات بخدمة الفكر ، والصّناعات تحصِّل له الآلات التي تنوب عن الجوارح المعدّة في سائر الدّفاع ، مثل الرّماح التي تنوب عن القرون الّناطحة ، والسّيوف الّنائبة عن المخالب الجارحة . فالواحد من البشر لا بدّ له من الّتعاون مع أبناء جنسه ، وما لم يكن هذا التعاون لا يحصل له .« قوت ولا غذاء ولا تتمّ حياته « ابن خلدون » | |
|