تأثير الباطن على الظاهر
« اعلم أنّ الجمال ينقسم قسمين: ظاهر وباطن، فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته، وهو جمال العلم والعقل والجُود والعفّة والشّجاعة، وهذا الجمال الباطن هو
محلّ نظر الله مِن عبده ، وموضع محبته ، كما في الحديث الصّحيح: «إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» وهذا الجمال
الباطن يُزيّن الصّورة الظّاهرة وإن لم تكن ذات جمال ، فتكسو صاحبها مِن الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحُه مِن تلك الصّفات، فإنّ المؤمن
يُعطى مهابةً وحلاوةً بحسب إيمانه ، فمَن رآه هابَه ، ومَن خالطه أحبّه، وهذا أمرٌ مشهودٌ بالعَيان ، فإنّك ترى الرّجل الصّالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة مِن
أحلى النّاس صورة ، وإن كان أسود أو غير جميل، ولا سيما إذا رُزق حظًا مِن صلاة اللّيل ، فإنّها تنوِّر الوجه وتُحسِّنه »
[ابن القيم «روضة المحبين»: (221)]