AMIN
عدد المساهمات : 284 تاريخ التسجيل : 03/01/2011 العمر : 32 الموقع : عين الخوخ
| موضوع: وداع رمضان الإثنين 29 أغسطس 2011 - 7:44 | |
| وداع رمضان الحمد لله الدائم فلا يزول، الباقي فلا يتغير، وأشهد أن لا إله إلا الله أجزل الخير للطائعين، وأشهد أن محمداً رسول الله أفضل الصائمين الراكعين الساجدين، اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين المخلصين، أما بعد: فيقول الله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ]( )، الذين اتقوا هم الذين عظموا أمر الله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته، والذين هم محسنون هم أهل الشفقة على خلق الله باحترام الحقوق وحسن المعاملة. أيها الصائم: ها هو رمضان قد مضى ولم يبق منه إلا القليل، فهلا اتقيت الله فيه؟ وقمت بحقوقه، وحافظت على آدابه، هل أحسنت فيه المعاملة مع خلق الله؟ واحترمت حقوقهم؟ الصيام ينور القلب ويهذب النفس، ويقوي العزيمة، ويعرف العبد مقدار النعمة، ويملأ قلبه رحمة بالضعفاء، فهل استنار قلبك في رمضان بعد ظلمة العصيان؟ هل تهذبت بالصيام نفسك وقويت عزيمتك؟ هل عرفت مقدار النعمة بفقدها فشكرت عليها ربك؟ هل امتلأ قلبك رحمة فعطفت على الأرامل واليتامى؟ أيها الصائم: اتق الله وتدارك ما فرط منك بالتوبة والعمل الصالح. أيها الصائم: صل الأرحام وواس الأرامل والأيتام، فيقول الله تعالى: [إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذٰلِكَ ذِكْرٰى لِلذَّاكِرِينَ]( ). أحي ليلة القدر بالطاعة والعطف على الضعفاء والمحرومين، وأخرج صدقة الفطر فإن الله شرعها جبراً لخاطر الفقراء والأيتام وكفاًلهم عن السؤال في هذه الأيام، بل وسيلة لقبول الصيام، ولتسع في إصلاح ذات البين، ولتحلل نفسك ممن ظلمته، ولتعطف على من أسأت إليه( ). أيها الصائم: طهر قلبك من الحقد والغل والحسد، وتذكر قول الله تعالى: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ]( ). أيها الإخوة الصائمون: اعلموا أن عزة الأمم وسعادتها منوطاً بأخلاقها وآدابها، واعتناقها للفضيلة، وابتعادها عن الرذيلة، فالأخلاق الفاضلة روح الأمم والشعوب لا حياة لها إلا بها، ولا رقي لها إلا معها، وعلى مقدار اعتناء الأمة بالتربية الصحيحة وتمسكها بالأدب والفضيلة يكون رقيها، وفلاحها وهناؤها، وصفاء عيشها. يقول الله تعالى: [مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ]( ). شعراً: دع البكاء على الأطلال والدار *** واذكر لمن بان من خل ومن جار
وأذر الدموع نحيباً وابك من أسف *** على فراق ليال ذات أنوار
على ليال لشهر الصوم ما جعلت *** إلا لتمحيص آثام وأوزار
يا لائمي في البكا زدني به كلفاً *** واسمع غريب أحاديث وأخباري
ما كان أحسننا والشمل مجتمع *** منّا المصلي ومنّا القانت القاري
وفي التراويح للراحات جامعة *** فيها المصابيح تزهو مثل أزهاري
في ليله ليلة القدر التي شرفت *** حقاً على كل شهر ذات أسرار
تتنزل الروح والأملاك قاطبة *** بإذن رب غفور خالق باري
إنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار إذا لم يتب فيه الإنسان فمتى يتوب؟ وإذا لم يفز ويربح في مثل هذا الموسم العظيم فمتى سيفوز؟ سلام من الرحمن كل أوان *** على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على شهر الصيام فإنه *** أمان من الرحمن كل أمان
لئن كنت يا شهر الصيام منوراً *** لكل فؤاد مظلم وجنان
ترحلت يا شهر الصيام بصومنا *** وقد كنت أنواراً بكل مكان
لئن فنيت أيامك الزهر بغتــــة *** بخير رعاك الله من رمضان
اللهم إن كان في سابق علمك أن تجمعنا في مثله فبارك لنا فيه، وإن قضيت بقطع آجالنا فأحسن الخلافة على باقينا، وأوسع الرحمة على ماضينا، وعمنا جميعاً برحمتك وغفرانك، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
و كل عام وانتم بالف الف خير غفر الله لنا ولكم وتقبل منا ومنكم آآآآىمين يارب العالمين
| |
|